سلطت مجلة إيكونوميست الضوء على مشكلة السمنة التي تعاني منها غالبية النساء حول العالم، وقالت إن النساء في الدول العربية يعانين من هذه المشكلة الصحية أكثر من غيرهن في مناطق أخرى.
واستعرضت المجلة بالإحصاءات، وشهادات نساء من المنطقة، الأسباب وراء ذلك، التي تعود في غالبيتها إلى مكانة المرأة في المجتمع، وعادات متجذرة تمنع المرأة من الحفاظ على وزنها.
ويشير التقرير إلى حالة العراقية زينب (60 عاما) التي تعمل في مطعم في بغداد ولا تستطيع تحمل تكاليف شراء طعام صحي، وتعتمد فقط على ما يعطيه لها مديرها من طعام يحتوي على الكثير من الزيوت. وتحصل هي وبناتها الأربع على حصص من الفاكهة، في يوم واحد فقط في الأسبوع، من التبرعات التي تأتيها من أهل الحي الذي تقطن به
ويقول التقرير إن زينب تزن 120 كيلوغراما، وعلى الأرجح ستكون بناتها أيضا سمينات في المستقبل، لأنها تفضل البقاء على حالتهن الاقتصادية الحالية، بدلا من خروجهن للعمل والتعرض لمضايقات الرجال.
وفي جميع أنحاء العالم، يعاني 15 في المئة من النساء من السمنة، مقابل 11 في المئة من الرجال، مما يعني أن مؤشر كتلة الجسم لديهن (bmi) هو 30 أو أعلى.
لكن فجوة السمنة تختلف في جميع أنحاء العالم، خاصة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تشهد أكبر نسبة تفاوت بين الجنسين.
وفي الشرق الأوسط، 26 في المئة من النساء مصابات بالسمنة مقابل 16 في المئة من الرجال. وفي عام 2019، سجلت ثماني دول عربية من بين 11 دولة أعلى نسبة وفيات بسبب السمنة (معظمها بسبب أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم)
ومنذ عام 1975، ازدادت نسبة السمنة لدى النساء في الدول العربية بمعدل أسرع من الرجال، مع انتشار الوجبات السريعة بشكل مطرد.
ويقول البنك الدولي إن خُمس النساء فقط في الدول العربية يحصلن على وظائف، وفي العراق تصل النسبة إلى واحدة من بين كل 10.
وهذا يعني أن معظم النساء في المنطقة يقضين معظم أوقاتهن في المنزل، وبينما تنشط النساء العاملات في مناطق أخرى من العالم في المستشفيات والفصول الدراسية والمطاعم، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتولى الرجال العديد من هذه الوظائف.
والسبب الآخر هو قلة ممارسة الرياضة، فعندما يصلن إلى سن البلوغ، تكون ممارسة الرياضة في الأماكن العامة أمرا "مستهجنا" أحيانا.
ويقول رجل عراقي يلعب كرة القدم في الهواء الطلق، لكنه لا يسمح لأخته أن تحذو حذوه: "لا نحب أن تكون الفتيات في الشارع"، ويقول إن لديها جهاز المشي في المنزل.
وتتعرض النساء للمضايقات في حال قررن الركض في الشوارع. وتقول امرأة عراقية: "عندما أمشي مع كلابي، يجب أن أشغل الموسيقى لمنع سماع المضايقات".
والتنزه يكون فقط في مراكز التسوق المكيفة، ورغم أن بعض النوادي الرياضية تلبي احتياجات النساء، فإنها غالبا تكون في المدن الكبرى.
ويشير التقرير إلى أن النساء الفقيرات في مصر أكثر سمنة من النساء الثريات، اللواتي يحصلن على فرص الخروج من المنزل، والنساء في مصر لديهن أعلى نسبة مؤشر كتلة الجسم (bmi)، باستثناء بعض جزر المحيط الهادئ.
والسبب يعود بدرجة كبيرة إلى النظام الغذائي، فالمصريون يحصلون على 30 في المئة من سعراتهم الحرارية من الخبز، وغالبيته مدعوم.
وتريد وفاء الخطيب، وهي ربة منزل في بغداد، التخفيف من وزنها، وتحاول مقاومة إغراءات الطهي. وتقول: "مشكلة العراقيين هي الكربوهيدرات"، مشيرة إلى أن عائلتها تأكل الأرز والخبز في كل وجبة تقريبا.
والسبب الأخر للسمنة، وفقا لبعض النساء، هو أن العديد من الرجال العرب يفضلون النساء ممتلئات الجسم.
وتخشى شيرين رشيد، وهي ربة منزل عراقية أخرى أن تفقد بعض الوزن لأن هذا "يفقدها أنوثتها". وتقول إن زوجها لا يريدها أن تفقد وزنها على الإطلاق، وتخشى أنها "ستشعر وكأنها قطعة خشب في السرير"، على حد تعبيرها.
المصدر الحرة
تعليقات
إرسال تعليق