تعتبر الهالات السوداء مشكلة جلدية شائعة، وتظهر كتصبّغات حول العين، ويتفاوت لونها من الأزرق، إلى البني الداكن، أو الأسود، حسب لون البشرة. ويمكن أن تصيب كلا الجنسين على حد سواء. وتحدث هذه الهالات الداكنة نتيجة التعرض للعديد من المؤثرات، مثل الاحتكاك المستمر، أو قلة النوم، أو كعارض جانبي لإحدى المشكلات الصحية. لمعرفة المزيد حول هذه الموضوع، التقت «سيدتي» بأخصائية الأمراض الجلدية والتجميل والليزر، الحاصلة على ماجستير الأمراض الجلدية، وعلى الدبلوم الأمريكي للطب التجميلي، منى شلبي.
ما هي أنواع الهالات الداكنة؟
يمكن ان تقسم الهالات الى أربعة أنواع:
- هالات تظهر نتيجة وجود تجويف تحت العين، ما يسبب ظهور ظلّ، كما تحدث نتيجة فقد الدهون في الجفن السفلي، أو بسبب بروز عظمة الوجنة.
- هالات مصطبغة تتكوّن نتيجة تصبغات بنية، وتكوين مادة الميلانين في طبقات الجلد.
- هالات وعائية تظهر باللون الأزرق أو البنفسجي، وتحدث بسبب ترقق الجلد تحت العين.
- هالات مختلطة، وتجمع بين أكثر من نوع من الأنواع السابقة.
ما هي أسباب تكوّنها؟
- عوامل وراثية: تلعب دوراً بارزاً في العديد من الهالات، وغالباً ما يبدأ ظهورها من الصغر، وتزداد مع التقدّم في العمر.
- الأرق وقلة النوم: انخفاض ساعات النوم، أو جودته، ما يؤدي إلى ارتفاع معدل الإصابة بالالتهاب، الأمر الذي يجعل الأوعية الدموية أكثر وضوحاً.
- الحساسية: قد تنتج الهالات السوداء نتيجة الإصابة بحساسية الأنف، كما في حالة عدوى الجيوب الأنفية، ما يسبب احتقان الأنف، والذي يتسبب بدوره في زيادة الضغط داخل الأنف، وبالتالي تجمع الدم بالأوردة الواقعة أسفل العين، لعدم قدرته على العودة إلى القلب، وظهور الأوعية الدموية خلال الجلد كهالات سوداء. تسبب الإصابة بالحساسية أيضاً إطلاق الجسم مادة كيميائية تسمى الهيستامين، كما تسبب تمدد الأوعية الدموية وبروزها أسفل العين. قد يلجأ المرء إلى حكّ العين والمنطقة المحيطة بها، ما يؤدي إلى التهاب وتورم أسفل العين، وظهور الهالات السوداء.
- نقص الحديد وفقر الدم: يؤثر بصورة مباشرة في المنطقة الموجودة تحت العينين، ويؤدي الى اسمرارها. تعد النساء أكثر عرضة للهالات السوداء الناتجة عن فقر الدم، وذلك لأنّهن يفقدن كميّات كبيرة من الدم خلال الولادة، وأثناء مرحلة الحيض.
- جفاف تحت العينين: يؤدي إلى حكة مستمرة، وبالتالي يدفع الفرد إلى فرك عينيه بشدة.
- ترقق الجلد المحيط بالعين، أو قلة كمية الدهون.
- اضطرابات الغدة الدرقية.
- بعض الأدوية مثل قطرات العين المستخدمة لعلاج الجلوكوما.
- التدخين.
- قلّة شرب المياه: بكميات مناسبة كل يوم، والإكثار من المشروبات التي تحتوي على مواد منبّهة، مثل: القهوة، والشاي، والمشروبات الغازية.
- التقدّم بالعمر: مع التقدم في العمر تقل سماكة الجلد نتيجة فقدان الكولاجين والدهون الواقعة أسفل العين، ما يجعل الجلد أكثر شفافية، وبالتالي ينعكس ظل الأوعية الدموية من خلاله. كذلك قد تؤدي قلة النوم إلى شحوب وبهتان البشرة، الأمر الذي يسمح بانعكاس ظلال الأوعية الدموية، كما هو الحال أيضاً عند الإصابة بجفاف العين.
ما هي طرق الوقاية من الهالات السوداء؟
طالما كانت الوقاية أفضل من العلاج، لذلك قد يساعد اتباع بعض الاحتياطات في الوقاية من ظهور الهالات كما يلي:
- تناول طعام صحي غني بالفيتامينات، مثل الخضروات والفواكه.
- الإقلاع عن التدخين، أو الكحوليات، لتجنب آثار الشيخوخة المبكرة.
- تجنب التعرّض لأشعة الشمس بارتداء النظارات الشمسية واستخدام واقي الشمس، خاصة في أوقات الظهيرة.
- تجنب الإجهاد والتوتر، والنوم لفترات كافية.
أي علاج ممكن للهالات الداكنة؟
بعد زيارة الطبيب المختص، يتم علاجها على حسب نوعها وسببها، وهذه العلاجات تشمل:
- حقن الفيلر: لا يشير الحقن بالفيلر إلى نوعية معينة من أنواع الحقن، بل هو اسم شامل لأي مواد يتم حقنها في الجسم لأغراض تجميلية، ويمكن أن يكون من مادة حمض الهيالورونيك، أو دهون ذاتية. ويعمل الفيلر على امتلاء المنطقة المحيطة بالعين، وإخفاء الظل المسبب للهالات. لا توجد مخاطر كبيرة لحقن الفيلر تحت العين لعلاج الهالات السوداء، لكن من الممكن ظهور كدمات أو احمرار أو تورم في مكان الحقن.
- حقن بلازما الدم: يعتبر من أفضل تقنيات علاج الهالات السوداء تحت العين، حيث يتم استخلاص البلازما من دماء المريض نفسه بتقنية الطرد المركزي، ليتبقى سائل البلازما الشفاف المليء بالفيتامينات والكولاجين الطبيعي، وغيرها من المغذيات، ومن ثم يتم حقنه تحت العينين على جلسة واحدة، أو عدة جلسات، وغالباً ما تظهر نتائج اختفاء الهالات بشكل فوري بعد عملية الحقن.
تعتمد تقنية الحقن بالبلازما على تعويض المناطق التي لا تصل إليها البلازما الطبيعية، فالطبيعي أن سائل البلازما يتواجد في كافة أنحاء الجسم، ﻷنه واحد من مكونات الدم، لكن نتيجة التقدم في العمر، وضعف الأوعية الدموية، أو انسدادها، قد يحدث أن البلازما لا تصل إلى منطقة ما تحت العينين، وهو ما يحتاج إلى التدخل بالحقن.
- حقن الميزوثيرابي : والذي يتكون من مجموعة من الفيتامينات، بالإضافة إلى المعادن وحمض الهيالورنيك، التي تساعد في علاج التصبغات، وتجديد خلايا الجلد، وتحسين لون البشرة.
- الليزر: يقوم باستهداف الخلايا الدهنية تحت العينين، ما يؤدي إلى تنعيم المنطقة تحت العينين، وإزالة الشوائب التي قد تتخلل هذه الدهون وتسبب المظهر الداكن. يستخدم الليزر بعد تشخيص سبب الهالات، ومن ثم استخدام نوع الليزر الملائم لمشاكل مثل فرط الأوعية الدموية، وفرط التصبغ، والأكزيما الجلدية.
- حقن ثاني أوكسيد الكربون: يساعد في تجديد البشرة عن طريق إزالة الخلايا الميتة التي يتم التخلص منها نتيجة الطاقة الحرارية الناتجة عن أشعة الليزر. كما أن حقن ثاني أكسيد الكربون يحفز أيضاً إنتاج الكولاجين، ويقلّل من ظهور التجاعيد، ويزيل ندوب حب الشباب، ويقلل من علامات التقدم في العمر، ويعيد لون البشرة النضر، ويحمي من خطر سرطان الجلد، وأيضاً يشد الجلد ويزيد من درجة مرونته.
- استخدام الكريمات الموضعية: التي تحتوي على مواد تساعد في تفتيح الجلد وإزالة التصبغات. تستخدم الكريمات لعلاج الهالات التي تحدث بسبب اضطرابات النوم والجفاف والإرهاق، أما الهالات التي تحدث بسبب الحساسية، أو التعرض لأشعة الشمس، أو لأسباب وراثية، فمن الصعب السيطرة عليها عن طريق الكريمات.
- علاج الأمراض المسببة: مثل فقر الدم، والحساسية، وأمراض الغدة الدرقية.
تعليقات
إرسال تعليق