أسباب التهاب اللثة
تعتبر الترسبات (بالإنجليزية: Plaque) المسبب الرئيسي للإصابة بالتهاب اللثة، ففي الحالات المتقدمة، تتكلس هذه الترسبات بداية من حدود اللثة لتشكل ما يسمى بالقلح (بالإنجليزية: Tartar)، الذي يكون شديد الصلابة والالتصاق بالأسنان؛ مما يجعل إزالته بفرشاة الأسنان أمراً غاية في الصعوبة بل شبه مستحيل.
كما أن وجود البكتيريا وإفرازها لسمومها (بالإنجليزية: Toxic)، خصوصاً في المنطقة القريبة من اللثة، يدفع الجسم للقيام برد فعل مناعي لمقاومة تأثيرها، حيث تتوسع الأوعية الدموية في المنطقة، وتعتبر اللثة من أغنى مناطق جسم الإنسان بالأوعية الدموية، وبالتالي تتورم اللثة، ويزداد احمرارها، وتصبح أكثر قابلية للنزف.
من المعروف أن البكتيريا توجد في الفم بشكل دائم، لكنها لا تسبب التهابات اللثة، لكن سوء العناية بالصحة الفموية تعتبر من أبرز أسباب الإصابة بالتهاب اللثة، كما أن هناك عدة عوامل أخرى تزيد من حدوثه، بحسب الأكاديمية الأمريكية للنسج حول السنية تتمثل فيما يأتي: [1]
- عادة التدخين: تعد من أهم العوامل المساعدة على الإصابة بالتهاب اللثة، خصوصاً بشكله المزمن، إذ إن التدخين يضعف مناعة الإنسان بشكل عام (بالإنجليزية: Immune System)، وفي حال حدوث ذلك تكون اللثة مؤهلة وجاهزة لحدوث التهاب عند أصغر ضرر أو رض تتعرض له، والذي قد يحدث أثناء مضغ الطعام بشكل عادي.
- العمر والجنس: بحسب مراكز التحكم بالأمراض والوقاية يصاب 70% من الأشخاص الذين أعمارهم من 65 فما فوق بالتهاب اللثة، فيما يعاني الرجال من هذه الالتهابات أكثر من النساء بنسبة 56% للرجال ونسبة 38% للنساء، أي أن التقدم في العمر من العوامل المؤهبة بقوة، كذلك الجنس.
- العامل الوراثي والجيني: أكد العلماء أن هناك ارتباطاً بين العامل الوراثي والقصص المرضية لدى أفراد العائلة في حدوث التهابات اللثة، إذ ترتفع احتمالية الإصابة بهذه الأمراض في حال وجود أفراد في العائلة عانوا منها سابقاً، وذلك بغض النظر عن توفر باقي الشروط، لكن بالطبع توفر هذه الشروط سوف يكون عاملاً مفاقم للحالة.
- الضغوط النفسية: بسبب التوتر والضغوط النفسية العديد من الأمراض والحالات المرضية (كارتفاع ضغط الدم، القرحة المعدية، مرض السرطان)؛ قد يكون لها ارتباط بصحة اللثة والنسج حول السنية.
- العقاقير والأدوية: بعض الأدوية مثل أدوية منع الحمل المأخوذة عن طريق الفم ومضادات الاكتئاب وغيرها، لها تأثير سيئ على صحة الفم والأسنان واللثة، في حال وصف الطبيب لك دواء منها أو مشابه لها، يجب عليك اطلاع طبيب الأسنان على حالتك وفحص أسنانك باستمرار.
- التغذية ونمط الطعام: يتدخل نوع الطعام بشكل مباشر في المحافظة على صحة الجسم بشكل عام، فالطعام المحتوي على الألياف، والبروتينات، والفيتامينات والمعادن، هو الغذاء المطلوب للحفاظ على صحتك، وصحة اللثة بشكل خاص، ويجب تناول كميات كافية من فيتامين سي، إذ إن نقصه في الطعام يؤدي للإصابة بالتهابات اللثة، فيما يعرف باسم مرض الإسقربوط (مشتق اسمه من الاسم العلمي لفيتامين سي Ascorbic Acid).
- حالات جهازية عامة: الاضطرابات الناتجة عن بعض الأمراض قد تؤدي إلى إضعاف المناعة وبالتالي ترتفع احتمالية الإصابة بالتهابات اللثة، مثل: مرض نقص المناعة المكتسب الإيدز (AIDS)، ومرض السكري (بالإنجليزية: Diabetes)، أيضاً بعض التغيرات الهرمونية كتلك المرافقة للبلوغ الجنسي عند الذكور والإناث بعمر 13 إلى 16 عاماً، كذلك التغيرات الهرمونية المرافقة للحمل؛ جميعها قد تكون عاملاً مؤهباً لحدوث الالتهابات اللثوية.
علاج التهاب اللثة دوائياً
- يحتل الوعي الصحي مكانة مهمة في علاج التهاب اللثة، ففي حال إهمال التهاب اللثة قد يتفاقم الوضع ويصبح أكثر تعقيداً لتصبح الإصابة أعم وتشمل النسج الأخرى المحيطة بالسن، كالأربطة حول السنية (بالإنجليزية: Periodontitis)، التي من نتائجها تخلخل السن بشكل متزايد تدريجياً، إلى أن يصبح خلعه ضرورياً في النهاية، كما يجب أن تتم إزالة القلح ما إن يبدأ بالتراكم على الأسنان.
- إذا كنت تعاني من التهاب اللثة، خاصة إن كان شديداً، يجب عليك استخدام فرشاة أسنان طرية (بالإنجليزية: Soft) لأنها أقل تسبباً بالنزيف والألم أثناء تنظيف الأسنان، وعدم استخدام الخيوط السنية والابتعاد عن العادات الضارة كالتدخين.
- المسبب الرئيسي لالتهاب اللثة هو تراكم بلاك البكتيريا (بالإنجليزية: Plaque) والقلح (بالإنجليزية:Tartar)؛ لذا يجب أن تتضمن أي معالجة ناجحة إزالتهما، لدى الطبيب المختص، الذي يستخدم أدوات خاصة لذلك؛ تسمى بالمقالح (وهي إما يدوية أو آلية)، أما التقنية الأحدث منها فتعمل بالموجات الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasonic)، وهي أكثر أماناً وسرعةً وأعلى فاعلية من تلك اليدوية.
- في بعض الحالات المتقدمة، خاصة حالات إصابة النسج الداعمة، يكون العلاج أكثر تعقيداً، وقد يتطلب وصف مضادات حيوية من الطبيب، مثل: الأوغمنتين (بالإنجليزية: Augmentin)، أو الميترونيدازول (بالإنجليزية: Metronidazole)، أو الكليندامايسين (بالإنجليزية: Clindamycin) وغيرها، أو تكون على شكل هلام أو خيوط مشبعة بالمضادات يضعها الطبيب بشكل مباشر على مناطق الإصابة.
علاج التهاب اللثة طبيعياً
تجرى هذه الطرق الطبيعية في المنزل لتخفيف أعراض التهاب اللثة وعلاج بعض الحالات البسيطة لالتهاب اللثة أو الوقاية من حدوثها، أما في حال كان لديك التهاب لثة متقدم، وتراكم شديد للقلح، وتعاني من ألم ونزيف لثة دائمين، أو لديك الأسنان متقلقلة (متحركة)، يجب مراجعة الطبيب فوراً للوقوف على أسباب هذه الحالة وتلقي العلاج الصحيح.
وفي جميع الأحوال، تعتبر زيارة الطبيب بشكل دوري ومراجعته عند الشك بأي حالة الخيار الأفضل، وتبقى هذه الطرق مخففة للأعراض وليست علاجية. نذكر أهمها وأشهرها فيما يأتي:
- الماء الدافئ والملح: بالإضافة لدوره الكبير في القضاء على البكتيريا وتطهير الوسط الفموي، يستطيع هذا الغسول تخفيف التورم الناتج عن التهاب اللثة، ويتم إعداده عن طريق إضافة ملعقتي طعام من الملح إلى كوب من الماء الدافئ، ثم المضمضة والغرغرة به، ويفضل تكرار العملية مرتين يومياً.
- الكركم: يحتوي نبات الكركم على مادة الكركمين (بالإنجليزية: Curcumin)، وهي مادة طبيعية مفيدة في القضاء على البكتيريا، وهي من مضادات الأكسدة القوية؛ لذلك تساعد على تسريع التئام الجروح اللثوية وتخفيف النزيف، كل ما عليك هو خلط الكركم الناعم مع قليل من الماء حتى يصبح على شكل معجون، ثم وضعه على فرشاة الأسنان ودهنه على المنطقة المصابة، وتركه لعدة دقائق، ثم غسله بالماء.
- الألوفيرا (Aloe Vera) : هو العصارة المستخرجة من الصبار، ويتم الحصول عليها عن طرق كشطها أو طحنها، حيث أثبتت دراسة نشرتها مجلة طب الأسنان السريري والتجريبي عام 2014 فاعلية هذه المادة في تخفيف التهاب اللثة والأعراض الناتجة عنه، مضمض بهذه المادة 2-3 مرات يومياً لمدة 3 دقائق تقريباً، واغسل فمك بالماء بعد كل مرة تقوم فيها بذلك.
في النهاية، من المهم معرفة أن الوعي الصحي الكافي، والعناية المستمرة بصحة الفم والأسنان، ومراجعة الطبيب بشكل دوري، والاعتماد على نظام غذائي متوازن؛ تعد السبل الأفضل للوقاية من جميع أمراض الفم والأسنان وليس التهابات اللثة فحسب، فالوقاية دائماً خير من العلاج، وتبعدك عن المعالجات الأخرى التي قد تكون شديدة التعقيد.
المصدر ليالينا
تعليقات
إرسال تعليق