قَدْ تَبْدَأُ يَوْمَكَ بِكُوبٍ مِنَ الْمَاءِ السَّاخِنِ فِى الصَّبَاحِ إِذَا كُنْتَ مِنْ عُشَّاقِ اللِّيَاقَةِ الْبَدَنِيَّةِ، أَوْ خَاصَّةً إِذَا كُنْتَ تُحَاوِلُ إِنْقَاصَ وَزْنِكَ، لِأَنَّ الْمَاءَ السَّاخِنَ يُوصَفُ مُنْذُ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ بِأَنَّهُ يَمْتَلِكُ قُدْرَةً لَا مَثِيلَ لَهَا عَلَى تَطْهِيرِ الْجِسْمِ، يَشْرَبُ بَعْضُ النَّاسِ أَيْضًا الْمَاءَ السَّاخِنَ طَوَالَ الْيَوْمِ وَمَعَ ذَلِكَ فَإِنَّ الْمُبَالَغَةَ فِى ذَلِكَ يُعَرِضُ صِحَّتَكَ لِلْخَطَرِ.
فِيمَا يَلِي بَعْضُ فَوَائِدِ شُرْبِ الْمَاءِ السَّاخِنِ عَلَى الرِّيقِ :
1- فِقْدَانُ الْوَزْنِ
يُمْكِنُ أَنْ يُسَاعِدَ شُرْبُ الْمَاءِ السَّاخِنِ فِى الصَّبَاحِ عَلَى إِنْقَاصِ الْوَزْنِ، وَتَحْسِينِ التَّمْثِيلِ الْغِذَائِىِّ فَى الْجِسْمِ، وَيُمْكِنُ أَنْ يُسَاعِدَكَ عَلَى التَّخَلُّصِ مِنْ تِلْكَ الْكِيلُوجْرَامَاتِ الزَّائِدَةِ .
2- تَحْسِينُ الدَّوْرَةِ الدَّمَوِيَّةِ
يَرْتَبِطُ الْمَاءُ الدَّافِئُ أَيْضًا بِالدَّوْرَةِ الدَّمَوِيَّةِ الصِّحِّيَّةِ، وَيُمْكِنُ أَنْ يُسَاعِدَ تَدَفُّقُ الدَّمِ الصِّحَّى عَلَى اسْتِرْخَاءِ الْعَضَلَاتِ وَتَقْلِيلِ الْأَلَمِ.
3- مُفِيدٌ فَى تَقْلِيلِ تَقَلُّصَاتِ الدَّوْرَةِ الشَّهْرِيَّةِ
شُرْبُ الْمَاءِ الدَّافِئُ أَثْنَاءَ الدَّوْرَةِ الشَّهْرِيَّةِ يُسَاعِدُ فَى التَّغَلُّبِ عَلَى آلَامِ الْمَعِدَةِ وَتَشَنُّجَاتِهَا.
4- يُسَاعِدُ فِى الْهَضْمِ
الْمَاءُ السَّاخِنُ يَنْعَمُ الْجِهَازَ الْهَضْمِىَّ وَيُنَشِّطُهُ، يُسَاعِدُ فَى تَكْسِيرِ الطَّعَامِ بِشَكْلٍ أَسْرَعَ مِنْ الْمَاءِ الْبَارِدِ، وَيُسَاعِدُ أَيْضًا فَى تَنْظِيمِ حَرَكَاتِ الْأَمْعَاءِ وَيُقَلِّلُ مِنْ خَطَرِ الْإِصَابَةِ بِالْإِمْسَاكِ.
5- التَّخَلُّصُ مِنَ السُّمُومِ
شُرْبُ الْمَاءِ السَّاخِنِ يَزِيدُ مِنْ دَرَجَةِ حَرَارَةِ الْجِسْمِ وَيُسَبِّبُ التَّعَرُّقَ، هَذَا يُسَاعِدُ فَى إِطْلَاقِ السُّمُومِ الْمَوْجُودَةِ فِى الْجِسْمِ، وَإِذَا كُنْتَ تُعَانَى مِنَ الْبَرْدِ وَالسُّعَالِ، فَإِنَّ شَرِبَ الْمَاءِ الدَّافِئِ يُمْكِنُ أَنْ يُوَفِّرَ رَاحَةً كَبِيرَةً.
6- مَنْعُ الشَّيْخُوخَةِ الْمُبَكِّرَةِ
قَدْ يُفَاجِئُكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ هَذِهِ مِيزَةٌ أُخْرَى مَعْرُوفَةٌ جَيِّدًا لِشُرْبِ الْمَاءِ السَّاخِنِ، يُسَاعِدُ الْمَاءَ السَّاخِنَ عَلَى إِصْلَاحِ خَلَايَا الْجِلْدِ، بِحَيْثُ تَكُونُ بَشَرَتُكَ أَكْثَرَ مُرُونَةً وَأَقَلَّ عُرْضَةً لِتَطْوِيرِ الْجُذُورِ الْحُرَّةِ الْخَطِرَةِ، سَتُصْبِحُ بَشَرَتُكَ أَكْثَرَ نُعُومَةً وَسَتَظَلُّ شَابَّةً وَمُتَأَلِّقَةً نَتِيجَةً لِذَلِكَ.
7- يُحَارِبُ الْحَسَاسِيَةَ وَيُحْسِنُ صِحَّةَ الْجُيُوبِ الْأَنْفِيَّةِ
يُمْكِنُ أَنْ يُخَفِّفَ الْمَاءَ السَّاخِنَ الضَّغْطَ عَلَى الْجُيُوبِ الْأَنْفِيَّةِ النَّاجِمَ عَنْ نَزَلَاتِ الْبَرْدِ وَحَسَاسِيَةِ الْأَنْفِ، يَفْتَحُ الْجُيُوبَ الْأَنْفِيَّةَ وَيُسَاعِدُ فَى تَحْرِيكِ الْمُخَاطِ بِسُرْعَةٍ.
اضِرَارُ شُرْبِ الْمَاءِ عَلَى الرِّيقِ
1- قَدْ يُسَبِّبُ الْحُرُوقُ
مِنْ أَهَمِّ مَخَاطِرِ شُرْبِ الْمَاءِ السَّاخِنِ وَأَكْثَرُهَا شُيُوعًا هُوَ التَّعَرُّضُ لِلْحُرُوقِ، خُصُوصًا أَنَّ الْمَاءَ الدَّافِئَ بِالنِّسْبَةِ لِلْجِلْدِ فِي الْيَدِ وَالْأَصَابِعِ قَدْ يَحْرِقُ اللِّسَانَ وَالْحَلْقَ بِسَبَبِ اخْتِلَافِ دَرَجَةِ الْحَرَارَةِ، فَيَجِبُ تَجَنُّبُ شُرْبِ الْمَاءِ السَّاخِنِ الَّذِي تَقْتَرِبُ دَرَجَةُ حَرَارَتِهِ مِنْ الْغَلَيَانِ، فَيَنْصَحُ دَائِمًا بِاخْتِبَارِ حَرَارَةِ الْمَاءِ بِشُرْبِ كَمِّيَّةٍ صَغِيرَةٍ جِدًا مِنْهُ أَوَّلًاً، وَذَلِكَ لِتَفَادِي حُدُوثِ حُرُوقِ الشَّفَتَيْنِ، اللِّسَانِ وَالْبِطَانَةُ الدَّاخِلِيَّةُ لِلْفَمِ بِالْإِضَافَةِ إِلَى مَنْعِ ظُهُورِ الْبُثُورِ وَالتَّقَرُّحَاتِ، وَهَذَا مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَمْنَعَ الشَّخْصَ مِنْ تَنَاوُلِ الطَّعَامِ أَوْ شُرْبِ أَيِّ شَيْءٍ لِعِدَّةِ أَيَّامٍ.
2- إِتْلَافُ الْأَنْسِجَةِ فِي الْمَرْيِ
يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ شُرْبُ الْمَاءِ السَّاخِنِ إِلَى تَلَفِ أَنْسِجَةِ الْمَرِيءِ، وَالَّذِي بِدَوْرِهِ يُؤَدِّي إِلَى مُوَاجَهَةِ صُعُوبَةٍ فِي تَمْرِيرِ الطَّعَامِ إِلَى الْمَعِدَةِ وَبِذَلِكَ تَبْقَى الْأَطْعِمَةُ عَالِقَةً فِي الْمَرِيءِ، مِمَّا يُؤَدِّي إِلَى حُدُوثِ عُسْرٍ بِالْبَلْعِ، فَشُرْبُ الْمَاءِ السَّاخِنِ قَدْ يَزِيدُ مِنْ الْحَالَةِ سُوءًا.
3- التأثير عَلَى بَرَاعِمِ التَّذَوُّقِ
يَتَسَبَّبُ شُرْبُ الْمَاءِ السَّاخِنِ بِحَرْقِ بَرَاعِمِ التَّذَوُّقِ وَاللِّسَانِ، مِمَّا يُؤَدِّي إِلَى انْعِدَامِ الْإِحْسَاسِ بِمَكَانِ حُدُوثِ الْحَرْقِ، وَعَادَةً مَا تَكُونُ هَذِهِ الْمُضَاعَفَاتُ قَصِيرَةَ الْمَدَى لِأَنَّ بَرَاعِمَ التَّذَوُّقِ تَتَجَدَّدُ بِمُعَدَّلٍ يُقَدَّرُ كُلَّ أُسْبُوعَيْنِ تَقْرِيبًا.
4- تَآكِلُ مِينَا الْأَسْنَانِ
شُرْبَ الْمَاءِ السَّاخِنِ قَدْ يُسَبِّبُ الضَّرَرَ لِلْجِسْمِ، وَأَحَدُ هَذِهِ الْأَضْرَارِ تَتَمَثَّلُ بِتَآكُلِ مِينَا الْأَسْنَانِ، حَيْثُ إِنَّ الِاسْتِهْلَاكَ الزَّائِدَ لِلْمَاءِ السَّاخِنِ يُؤَدِّي إِلَى تَآكُلِ طَبَقَةِ مِينَا الْأَسْنَانِ وَيَزِيدُ مِنْ فُرْصَةِ مُوَاجَهَةِ حَسَاسِيَةِ الْأَسْنَانِ خُصُوصًا أَثْنَاءَ تَنَاوُلِ أَوْ شُرْبِ أَيِّ شَيْءٍ بَارِدٍ أَوْ سَاخِنٍ.
5- زِيَادَةُ حَجْمِ الدَّمِ
وَلَعَلَّ أَبْرَزَ مَا يُؤَثِّرُ بِهِ شُرْبُ الْمَاءِ السَّاخِنِ عَلَى وَظَائِفِ الْجِسْمِ، وَالتَّسَبُّبُ بِمَشَاكِلَ خَطِيرَةٍ هُوَ زِيَادَةُ حَجْمِ الدَّمِ، وَذَلِكَ يُعْزَى لِأَنَّ الْأَوْرِدَةَ النَّاقِلَةَ لِلدَّمِ تَكُونُ مُغْلَقَةً وَذَلِكَ يُسَبِّبُ ضَغْطًا يُؤَدِّي إِلَى ارْتِفَاعِ ضَغْطِ الدَّمِ وَحُدُوثِ مَشَاكِلَ فِي الْقَلب.
6- زِيَادَةُ إِدْرَارِ الْبَوْلِ
مِنْ الْمُهِمِّ الْإِشَارَةُ إِلَى أَنَّ أَبْرَزَ الْأَضْرَارِ الَّتِي يَلْحَقُهَا شُرْبُ الْمَاءِ السَّاخِنِ بِتَأْثِيرِهِ عَلَى مُمَارَسَةِ الْحَيَاةِ الْيَوْمِيَّةِ هُوَ زِيَادَةُ إِدْرَارِ الْبَوْلِ، حَيْثُ يَعْمَلُ الْمَاءُ السَّاخِنُ كَمَدَرٍ لِلْبَوْلِ وَيَزِيدُ مِنْ حَرَكَةِ الْأَمْعَاءِ وَالشُّعُورِ بِالضَّيِّقِ وَالِانْزِعَاجِ.
7- تَأْثِيرَاتٌ عَلَى صِحَّةِ الْكُلَى
مِنْ شَأْنِ شُرْبِ كَمِّيَّاتٍ كَبِيرَةٍ مِنْ الْمَاءِ السَّاخِنِ أَوْ الدَّافِئِ إِلَى التَّسَبُّبِ بِزِيَادَةِ الْجُهْدِ عَلَى الْكُلَى، حَيْثُ تَقُومُ بِعَمَلٍ إِضَافِيٍّ لِطَرْدِ السُّمُومِ مِنْ الْجِسْمِ، وَبِذَلِكَ تَعْمَلُ الْكُلِّيَّةُ بِاعْتِبَارِ أَنَّ الْمَاءَ الْوَاصِلَ لَهَا ضَارٌّ.
دالتَّعَرُّقُ بِشَكْلٍ مُفْرِطٍ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى يَتَسَبَّبُ شُرْبُ الْمَاءِ السَّاخِنِ بِالتَّعَرُّقِ بِشَكْلٍ مُفْرِطٍ وَهَذَا مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَزِيدَ الْفُرْصَةَ لِحُدُوثِ الدَّوْخَةِ وَالْغَثَيَانِ، كَمَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ سَبَبًا لِحُدُوثِ الْجَفَافِ فِي الْجِسْمِ.
تعليقات
إرسال تعليق