فوائد العسل الصحية والعلاجية في الطب البديل، لقد عرف الإنسان العسل منذ القديم، واستعمله للغذاء والعلاج. فمثلا تدل بعض الوثائق القديمة على استعمال الآشوريين للعسل في العلاج، كما استعمله الفراعنة لنفس الغرض قبل أكثر من ثلاثة آلاف سنة، وورد في أحد كتبهم وصف كامل عن الخواص العلاجية للعسل جاء فيه: "إن العسل يساعد على شفاء الجروح وفي معالجة أمراض المعدة والأمعاء والكلية، كما يستعمل في علاج أمراض العين حيث يمكن تطبيقه على شكل مراهم أو كمادات أو غسولات و داخلا عن طريق الفم".
فوائد العسل الصحية والعلاجية في الطب البديل
مكونات العسل:
يدخل في تكوين العسل أكثر من سبعين مادة مختلفة ومهمة للجسم؛ من بروتينات وسكريات وأملاح معدنية وفيتامينات وخمائر.
فعلى سبيل المثال يحتوي العسل على أكثر من 80٪ من وزنه سكريات مختلفة ويحتوي على فيتامينات أ ، ب1 ، ب 2، ي3 ، ب6 ، ج ، وحمض الفوليك، وحمض النيكوتينيك، ويحتوي على الحديد والنحاس والمنجنيز والكالسيوم والكبريت والصوديوم والفسفور، وعلى الأحماض الأمينية المهمة للجسم بكميات قليلة.
ويحتوي كذلك على الخمائر المهمة في هضم النشويات والسكريات، وتساعد على إتمام العمليات الكيميائية الحيوية داخل الخلايا في يسر بالغ وفي درجة حرارة الجسم العادية، كما يحتوي العسل على كمية ضئيلة من هرمون الأنسولين.
فوائد العسل العلاجية:
يعتبر العسل من أفضل الأغذية وأنفعها للجسم، لتميزه بخواص عديدة منها، كونه:
- لطيفا على الأغشية المبطنة للقناة الهضمية.
- سريع الامتصاص لاحتوائه على السكريات الأحادية.
- لا يضر الكلى ولا يشكل عبئا عليها ولا يضر أنسجتها.
- مهدئاً للجهاز العصبي دون ضرر.
- ذو طعم محبب ومستساغ.
ولهذا وغيره يمكن استعمال العسل على نطاق واسع لكل من الوقاية والعلاج، ومن الأمثلة على استخدامات العسل العلاجية:
- علاج الجروح والحروق والتقرحات الجلدية وشفاؤها دون ترك آثار؛ وذلك لقدرة العسل على قتل الجراثيم والبكتيريا، وقدرته على إنتاج مادة الكولاجين التي تساعد في الالتئام دون تشوه أو آثار.
- يساعد العسل في علاج القدم السكرية، بوضعه على القرحات والجروح. يوجد في العسل نسبة عالية من الجلوكوز، وقليل من الأنسولين؛ مما يساعد على تغذية الجلد موضعياً مقللاً . من احتمال بتر الأعضاء نتيجة للإصابة بالقدم السكرية ومضاعفاتها.
- كما بينت الدراسات أهمية العسل في علاج مشكلات الفم والأسنان ورائحة الفم الكريهة الناتجة عنها وذلك يرجع إلى أسباب عديدة، منها: غنى العسل بمادة الفلور التي تساعد على منع تسوس الأسنان، وبالتالي الرائحة الكريهة الناتجة
عن التسوس. كما أن في العسل خاصية معقمة وقاتلة للجراثيم مما يساعد على تنقية الفم من مسببات الرائحة الكريهة.
- وبينت دراسات أخرى دور العسل في علاج أمراض القرنية.
- وبينت كذلك دوره في علاج القرح الهضمية والإسهال، كما يفيد العسل في علاج المصابين بالإمساك الشديد.
العسل والتبول اللإرادي:
- ومن الاستخدامات المهمة والعلاجية للعسل استعماله لعلاج التبول اللإرادي للأطفال بعد سن الخامسة وخاصة في الليل، أو عندما يكون الطفل خارج المنزل.
- يُعطى الطفل ملعقة طعام من العسل قبل النوم، أو صباحا إن كان لا يتحكم بالبول نهاراً، يعمل العسل بسبب خاصيته الاسموزية المرتفعة على امتصاص الماء الزائد، ويحافظ عليه مدة طويلة من الزمن إلى أن يستيقظ الطفل من نومه أو أن يعود إلى منزله. لا يشكل العسل أي خطر على الأطفال، ويعتبر طعاما محببا لا يكرهون طعمه، إلى جانب فوائده الأخرى المعروفة، فهو يمد الجسم بكثير من العناصر الغذائية المهمة، وله تأثير ملين خفيف، ويسرع التمثيل الغذائي للكالسيوم ويحافظ على الماغنسيوم مما يساعد في تحسين عملية النمو، وهذا كله يجعل منه علاجاً مثالياً للتبول اللإرادي عند الأطفال.
- يتطلب علاج التبول اللإرادي بالعسل تنظيماً لا بد أن يتبعه الطفل لحصول الفائدة ومن ذلك : أنه لا بد من أن يعتاد الطفل على تفريغ مثانته قبل الذهاب للنوم مباشرة مع تناول ملعقة صغيرة من العسل دون اتباعها بالماء أو أي سوائل أخرى. يعمل العسل على امتصاص الماء الزائد عن حاجة الطفل والاحتفاظ به في المعدة أثناء نوم الطفل، مما يريح المثانة في هذه الفترة.
- يمكن كذلك علاج البالغين وكبار السن الذين يكثر ترددهم على دورات المياه ليلا وذلك بأخذ ملعقة كبيرة من العسل قبل النوم بنفس الطريقة السابقة.
- لا ينصح المصابون بداء السكري بتناول العسل وذلك لارتفاع معامل السكري فيه مما يؤدي إلى حدوث تذبذب في نسبة السكر في الدم بعد تناوله.
- ومن الاستعمالات العلاجية أيضاً: استخدامه في حالات الإصابة بالبرد واحتقان البلعوم، إذ يمتص العسل السوائل الموجودة خارج الخلايا في منطقة الحلق والبلعوم مما يقلل الاحتقان في المنطقة وبالتالي الإحساس بالألم، كما يقلل من فرصة الحياة والتكاثر للجراثيم ( فيروسات أو بكتريا في الخلايا بسبب خاصيته المطهرة للجراثيم، فيعمل بإذن الله على تسريع الشفاء من نزلة البرد.
العسل وجمال البشرة:
- يُعد العسل أحد المغذيات الطبيعية المفيدة للبشرة، فهو يضفي عليها نضارة ونعومة ويقيها من الميكروبات. ولذلك يستعمل كثيراً في صناعة الأقنعة للعناية بالوجه، وذلك بخلطه ببعض المواد الأخرى، مثل الجليسرين وزلال البيض لعلاج جفاف البشرة وترطيبها، كما يمكن استعمال خليط العسل مع خل التفاح لعلاج حب الشباب، وخليط العسل مع الجليسرين والليمون لإزالة التبقعات من الجلد
- واستعمال لبخة العسل لعلاج الخراجات (الدمامل).
- يساعد العلاج الموضعي بالعسل على تأخير ظهور التجاعيد في الوجه، وذلك باستعماله مع مكونات أخرى مرة كل ثلاثة أيام.
- وبالنسبة للشعر، فتدليك جذوره بخليط من العسل وزيت الزيتون يساعد على تجديد خلايا فروة الرأس وتنشيط الدورة الدموية، وإنعاش الشعر وتقويته.
- يدخل العسل الآن في صناعة كثير من مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة.على هيئة كريمات لعلاج تشقق الشفاه، ولعلاج خشونة الجلد وإزالة البقع والبثور أو لتنعيم البشرة.
- ولا تزال الأبحاث مستمرة للكشف عن هذا المنجم الطبي المليء بالمعجزات الشفائية وذلك كله تصديقاً لقوله تعالى: ﴿يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ .
تعليقات
إرسال تعليق