تجربتي مع الاكتئاب
بكل بساطة، أنا أمنية، وأعاني من الاكتئاب منذ فترة طويلة وأخضع للعلاج النفسي بشكل مستمر. أردت أن أشارك تجربتي معكم، رغم أن الحديث عن الصحة النفسية في مجتمعنا لا يزال محاطًا بوصمة عار، سواء على الأشخاص أو حتى على الأطباء النفسيين.
بدأت رحلتي مع الاكتئاب منذ سنة تقريبًا، وتحديدًا بعد أن أجلت دراستي وسافرت سواء داخل مصر أو خارجها. خلال تلك الفترة، عشت لحظات النجاح والفشل معًا. كنت أتنقل من تجربة لأخرى، حتى وجدت نفسي فجأة غير قادرة على مساعدة نفسي. توقفت تمامًا عن النشاطات التي كنت أمارسها، ما سبب لي العديد من المشاكل، وكان هذا هو السبب في اختفائي المتكرر عن السوشيال ميديا وعن حياتي الشخصية.
رغم أنني بدأت العلاج النفسي منذ ما يقارب السنة، إلا أنني كنت مترددة في مشاركة هذه التجربة معكم. لم أكن متأكدة ما إذا كان من المناسب الحديث عن هذا الأمر، حتى أنني صورت هذا الفيديو عدة مرات وكنت أؤجل نشره. في النهاية، قررت أن أكون صريحة لأن الناس تشارك تجاربها الإيجابية، لماذا لا أشارككم تجربتي الحقيقية التي فرقت كثيرًا في حياتي، خاصة خلال أصعب فتراتها؟
بدأت الأعراض في شهر أكتوبر 2022، حيث شعرت بمشاكل جسدية مثل الغثيان المستمر دون سبب عضوي واضح. كنت أعمل أو أذاكر، ثم فجأة أضطر للتوقف والذهاب للتقيؤ بدون سبب. بدأت ألاحظ أنني أرتعش طوال الوقت، سواء أثناء تناول الطعام أو عند النوم أو حتى عندما أستيقظ. فقدت الرغبة في تناول الطعام، وكنت أكتفي بالتذكر أن عليَّ الأكل بعد أيام طويلة من عدمه.
كنت أشعر بالعجز التام، عاجزة حتى عن القيام من السرير. حياتي فقدت معناها، وشعرت بأنني منفصلة عن كل ما حولي. كنت أعاني من ألم مستمر في قلبي وصعوبة في التنفس، شعور دائم بالتعب والإرهاق.
كل هذه التجارب جعلتني أعي أهمية العلاج النفسي، فهو الذي ساعدني على تجاوز هذه الفترة الصعبة. ربما تكون قصتي مشابهة لما يمر به البعض منكم، ولهذا أردت مشاركتها، علها تكون سببًا في مساعدة أحدهم للبحث عن الدعم والمساعدة قبل أن تتفاقم الأمور.
تجربتي مع الاكتئاب هي تذكير بأن العلاج ليس عيبًا، وأن الحديث عن الصحة النفسية يجب أن يكون جزءًا من حياتنا مثل أي تجربة أخرى.
تعليقات
إرسال تعليق